ليس بجديد على ميليشيا الحوثي الإرهابية استهداف دور العبادة، فمنذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر عام ٢٠١٤م، وعاثت في الأرض فساداً دون مراعاة لمشاعر المسلمين من خلال عمليات ممنهجة لتدمير المراكز الدينية، ضاربة عرض الحائط القوانين والأعراف الدولية، فما أحدثته من خسائر يدفع اليمن الشقيق ثمنها ويعيش الملايين من أبناء الشعب في المناطق التي يسيطرون عليها في تهديد يومي. 

وجاءت الصدمة المفجعة بعدما أعلن وزير الأوقاف والإرشاد أحمد عطية، عن جانب من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق المساجد ودور العبادة التي تنوعت بين تفجير المساجد ونسفها بالكامل وأخرى حولتها إلى مخازن للأسلحة والتموين العسكري، وكذلك مساجد جعلت منها مجالس لتناول القات وإقامة المهرجانات والفعاليات الطائفية. 

وبلغت المساجد التي تم تفجيرها ما يقارب 76 جامعاً، في تعمد واضح من هذه الميليشيات، وأكد وزير الأوقاف أن اليمن لم يشهد عهداً تم إهانة المساجد ودور القرآن الكريم ومدارس التحفيظ وتدميرها وخرابها إلا في عهد ميليشيات الحوثي الانقلابية. وعلى الرغم من أن هناك خطوطاً حمراء ومقدسات تعارف عليها اليمنيون وهي المساجد، ودور القرآن الكريم، وأماكن التعليم والأسواق، والأطفال والنساء، لكن ميليشيا الانقلاب داست على كل هذه المقدسات وجعلتها مستباحة. 

ومن جانب آخر، عرض تقرير لمكتب حقوق الإنسان اليمني، نتائج عمليات الرصد والتوثيق لضحايا الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي في محافظة الجوف خلال الفترة من 2016 وحتى يونيو 2019، ووثق التقرير 14780 حالة انتهاك ارتكبتها ميليشيات الحوثي جراء الألغام التي زرعتها في الجوف فقط. 

وأشار التقرير إلى أن 190 شخصاً قتلوا بينما أصيب 385 آخرين بين تشوهات وإعاقة وبتر تسببت بها ألغام ميليشيات الحوثي. كما وقعت أكثر من 105 حالات تدمير للسيارات والممتلكات العامة، إضافة إلى التسبب في قتل أكثر من 100 من المواشي ونزوح أكثر من 14000 حالة من أبناء المناطق التي زرعها الحوثيون بالألغام. 

وقال عبدالهادي العصار، مدير مكتب حقوق الإنسان في الجوف، إن ميليشيات الحوثي زرعت الآلاف من الألغام في جميع أنحاء مناطق المحافظة التي تمكنت من السيطرة عليها خصوصاً المناطق التي أجبرت فيها على الانسحاب والتراجع، حيث عمدت إلى تفخيخها لتودي بحياة المئات من المواطنين وإصابة العديد بإعاقات كلية أو جزئية نتيجة فقدانهم لأطرافهم جراء الانفجار. 

ولفت العصار إلى أن الألغام المزروعة أصبحت حرباً أخرى تسحق المواطنين وتضاعف الأزمة الإنسانية التي تمر بها محافظة الجوف، مشيراً إلى أن الميليشيات زرعت الألغام بكميات كبيرة وبأشكال مموهة وفي مساحات شاسعة وحيوية مرتبطة بحياة الناس اليومية كالمزارع وأماكن الرعي والطرقات الفرعية وفي جوانب خطوط الإسفلت الرئيسية وأيضاً في المدارس ودور العبادة وسائر المنشآت التي خضعت لسيطرتها بما في ذلك منازل المواطنين. وفي نهاية تصريحاته وجه مدير مكتب حقوق الإنسان في الجوف، الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على تدخلاتها الإنسانية النوعية في هذا المجال من خلال مشروع «سام» لتخليص أبناء الجوف من الألغام.