الأحد, 28-ابريل 2024- الساعة 07:00 ص - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
جسر المساعدات الايرانية هو لغرض قيام حرب للسيطرة على اليمن والجزيرة العربية

حطت الخميس الماضي في مطار صنعاء الدولي طائرة إيرانية ثانية محملة بـ «المساعدات» لحفلائهم الشيعة- وفقا لما ذكرته وكالة سبأ للأنباء التي يسيطر عليها الحوثيون-  بينما يؤكد عدد من المراقبين أن الرحلات الجوية، التي بدأت تتكثف على العاصمة اليمنية تنتظم في سياق «جسر جوي عسكري» غير معلن لنقل عتاد حربي وضباط نظاميين ومقاتلين شيعة متطوعين من دول عربية واسلامية عديدة مثل لدعم صمود الحوثيين في مواجهتهم مع السلطات الشرعية مثلما يحصل خاصة في سوريا.

وقال مسؤول في منظمة اغاثية ايرانية إن المساعدات «تزن سبعة أطنان وتشمل بطانيات وسجادات ومستلزمات طبية وصحية».

واضاف مسؤول منظمة «إمداد ونجاة» التابعة للهلال الأحمر الإيراني، أمير الدين روحنولز أن هناك مساعدات أخرى مقدمة من الهلال الأحمر الإيراني للهلال الأحمر اليمني ستصل قريبا إلى اليمن.

وهذه هي المرة الثانية في غضون اربعة ايام التي تصل فيها مثل هذه المساعدات، منذ توقيع اتفاق الطيران بين الحوثيين والايرانيين.

وكانت طائرة إيرانية وصلت الأحد إلى صنعاء قادمة من طهران، وهي الأولى من نوعها منذ الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي لليمن عام 1990.

كما وصلت الطائرة بعد يوم من إعلان الوكالة اليمنية الرسمية أن الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، وقعت مع سلطة الطيران المدني الايراني في العاصمة الايرانية طهران، مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي، تمنح بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و «ما هان اير» الإيرانية حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين.

ونصت مذكرة التفاهم بحسب الوكالة «على تسيير 14 رحلة أسبوعيا في كل اتجاه لكل شركة، على أن تدخل المذكرة حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها».

ويقول مراقبون إن الأحداث في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ومن قبل ذلك في لبنان بينت انه لايمكن الوثوق بطبيعة «المساعدات» الإيرانية لأن طهران تعودت فقط على ارسال الاسلحة والمقاتلين، بزعم الدفاع عن المقدسات والأقليات من حلفائها الشيعة. ولذلك فإن ما يحصل في اليمن لن يكون استثناء.

ويؤكد خبراء في شؤون السياسة الإقليمية الإيرانية إن طهران -وكما هي العادة- حسمت خيارها في اليمن من خلال المنحى المسلح عبر المليشيا التي تتبعها (الحوثيين)، كما هو الحال في سوريا والعراق ولبنان.

ويقرا الخبراء من العدد الهائل للرحلات الجوية التي تسيرها إيران، أنها قررت فتح جسر عسكري جوي لدعم الحوثيين كما تفعل مع الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله في لبنان.

ويضيف هؤلاء أن «الحديث عن المساعدات الطبية الإيرانية في سوريا لم يكن غير الغطاء لشحنات الأسلحة التي كانت ترسلها لنظام الأسد.. ».

ويقول مختصون في قانون العلاقات الدولية إن «تسيير إيران رحلات جوية إلى اليمن بالاتفاق مع الحوثيين وليس مع الرئيس الشرعي للبلاد والحكومة التي هي مستقيلة الآن ودون مصادقة البرلمان عمل غير قانوني، ويمكن لليمن أن يشكو إيران أمام المنظمات الدولية المختصة لفرض عقوبات على طيرانها».

ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية ولا سيما خليجية وغربية، طهران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح وتقوية نفوذها في اليمن، في سياق صراع طائفي محتدم بين السنة (بزعامة السعودية) والشيعة (بزعامة ايران)، على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بينها لبنان وسوريا.

ويحذر مراقبون لشون المنطقة من أن اليمن اصبح بفعل التدخل الايراني القوي على فوهة حرب طائفية طاحنة، قد تكون اسوا حتى من سابقاتها في دول عربية اخرى، لا سيما مع بروز تقدرات لموازين القوى اليمنية تقول عنه لا يبدو ان أي من الطرفين المتنازعين في وضع يسمح له بتحقيق انتصار عسكري حاسم على الطرف المقابل.

ويجمع عسكريون وخبراء استراتيجيون على ان انتهاء المهلة الاممية التي منحت للحوثي ليعود إلى طرق المفاوضات صار يتطلب تحركا امميا جادا وإجراءات حاسمة حتى ولو تطلب الامر تدخلا عسكريا.

وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي صوتوا الشهر الماضي بالإجماع، على قرار حول الأزمة اليمنية، يتضمن 5 مطالب موجهة لجماعة الحوثي، حيث دعا المجلس الجماعة إلى سحب قواتها من المؤسسات الحكومية، وجميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما في ذلك في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الأفراد تحت الإقامة الجبرية أو من اعتقلوا، فضلاً عن وقف جميع الأعمال العدائية المسلحة ضد الحكومة والشعب اليمني، وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية.

وحذر اللواء المصري طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي، من السكوت على ما يجري باليمن، معتبرا انه يهدد مستقبل هذا البلد ككيان موحد وسيمتد بآثاره على المنطقة العربية برمتها، مما يهدد أمن الدول المتشاطئة على البحر الأحمر.

ودعا إلى ضرورة وجود تحرك عربي على جميع الاصعدة اقليميا ودوليا لكشف ابعاد المخطط الذي اعتبر أن قوى اقليمية -في اشارة الى ايران- متورطة به لفرض سيطرتها وتحقيق أهدافها ومصالحها على حساب الدول العربية.

وحذر محمود كبيش عميد كلية الحقوق السابق بجامعة القاهرة، من خطورة ما يجري باليمن وانعكاساته على أمن المنطقة برمتها، منتقدا ما وصفه بالعجز الدولي والموقف الصامت من جانب مجلس الأمن للتعامل مع هذه الازمة التي لن تقتصر أضرارها على اليمن وحده وإنما ستطول سائر بلدان المنطقة.

وقال نائب رئيس مجلس الخليج للدراسات الاستراتيجية السفير اشرف حربي ان الوضع في اليمن بات لا يحتمل، معتبرا أن ايران تقف وراء تحركات الحوثيين منذ اللحظة الاولى لفرض هيمنتها على مداخل البحر الأحمر.

وشدد على أن ما يقوم به الحوثيون يعد من اعمال الحرب التي تهدد السلم والامن بهذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية، ومن شأنها ان تؤثر بالسلب على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وتهدد أمن الدول العربية.

والأربعاء، حذرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» من أن اليمن على وشك الانهيار.

وقالت إن الأحداث المتلاحقة تدفع اليمن نحو الحرب الأهلية.

وأضافت أن هناك مخاوف من انهيار اقتصادي نتيجة انخفاض عائدات النفط ونضوب العون الأجنبي.

وأكدت الصحيفة أن هناك مؤشرات على تلاشي التأييد للحوثيين، وأن قبائل الشرق تهدد بتدمير مرافق النفط والغاز، وفي الجنوب تتعالى دعوات الرفض.

واشارت «لوس أنجلس تايمز» إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادي يشكل قاعدة مضادة لسلطة الحوثيين بدعم من دول الخليج.

وفي السادس من شهر فبراير/شباط، أعلنت «اللجنة الثورية» التابعة لجماعة الحوثي، ما قالت إنه «إعلان دستوري» يقضي بـ «حل البرلمان، وتشكيل مجلس وطني انتقالي، ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء»، بهدف تنظيم الفترة الانتقالية التي حددتها اللجنة بعامين.

وكان الرئيس اليمني وصل إلى عدن يوم 21 من شهر فبراير/شباط، بعد تمكنه من مغادرة منزله في صنعاء وكسر حالة الحصار التي فرضت عليه من قبل الحوثيين منذ استقالته يوم 22 يناير/كانون الثاني.

وبعد ساعات من وصوله، أعلن هادي تمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، وقال إن «كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر/أيلول (تاريخ سيطرة الحوثيين على صنعاء) باطلة ولا شرعية لها».

وقالت جماعة الحوثي إن هادي «أصبح فاقدا للشرعية»، متوعدة كل من يتعامل معه بصفة رئيس دولة باعتباره «مطلوبا للعدالة».

وتعتبر عواصم عربية ولاسيما خليجية وغربية، تحركات الحوثيين وهم زيديون شيعة، «انقلابا على الرئيس اليمني الشرعي» عبدربه منصور هادي، الذي عدل عن استقالته بعد فراره إلى عدن (جنوب).

ويرى كثير من المحللين أن الحوثيين الذين يمثلون اقلية في اليمن معزولون داخليا وخارجيا ولم يبق لهم غير الحليف الأوحد للحوثيين وهو إيران.

وفي المقابل فإن السعودية تعد اليمن مجلا يدخل في نطاق أمنها الوطني، وترفض وجود نظام موال لإيران على حدودها الجنوبية رفضا مطلقا.

وقالت الصحيفة إن احتدام الخلافات يضعف من جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سياسي، في حين تبدو أن المفاوضات قد تعطلت.

واستنتجت أن هذه الأحداث المتلاحقة تدفع اليمن نحو حافة الانهيار، وقد تدخله في حرب أهلية ذات صبغة طائفية شبيهة بالصراع السوري، في الوقت الذي لم تعد توجد فيه مؤشرات على انفراج الأزمة قريبا.

نقلا عن : موقع الحياد الاخباري

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق