كتب المحرر السياسي

يبدو ان مقولة الرئيس الجيبوتي حسن جوليد (يا صالح بطل زنقلة) التي قالها في احد لقاءاته مع علي عبدالله صالح، تعود لتبرز من جديد لانها تلخص حالة التخبط والتناقض التي يعاني منها صالح وجناحه في المؤتمر الشعبي العام..

فبلامس القريب عقد صالح اجتماعا مع اعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اتخذ من خلاله جملة من القرارات تنافي قرارات اللجنة الدائمة التي عقدت في 8 نوفمبر الماضي بحق الرئيس هادي النائب الاول لرئيس المؤتمر الامين العام للمؤتمر الشعبي العام والنائب الثاني الدكتور عبدالكريم الارياني ( حيث جددت اللجنة العامة تأكيدها على ان الاجراءات التنظيمية التي اتخذتها اللجنة الدائمة في دورتها السابقة اكدت بأنها لم تتطرق الى فصل احد من اعضائها وهو ما كانت وسائل الاعلام والمغرضين قد روجوا لها خلال الايام الماضية)..

فهذا القرار يؤكد حالة التخبط التي يعاني منها صالح وجناحه في المؤتمر الشعبي العام، فمرة يقولون انه تم اقصاء هادي والارياني من حزب المؤتمر ومرة اخرى ينفون هذا الكلام ويقولون لم يتم فصل احد، ومرة ثالثة يرددون منصب امين عام المؤتمر يحتاج الى شخص متفرغ للقيام بهذا العمل، ومرة رابعة يرددون شيئا يناقض ما قالوه في السابق، وهكذا دواليك..

وما يؤكد عشوائية القرار تحت قيادة الزنقل صالح هو دعوة اللجنة العامة يوم امس لعقد مؤتمر عام استثنائي، لكن وكما يبدو ان صالح لا يأبه بمن سيشارك في هذا الاجتماع ومن سيكونون المدعوون له، اذا ان عقد مؤتمر عام كهذا يجب ان يستوفي كافة الشروط لعقده، فكيف يتم الدعوة لهذا المؤتمر وتشكيل لجنة تحضيرية للأعداد له، في الوقت الذي يعاني المؤتمر من حالات انشقاق وتصدع كبيرين بين اعضاءه، ليس فقط في المناطق الجنوبية ولكن ايضا في المناطق الشمالية، الذين اعتبروا قرارات صالح ضد الرئيس هادي والارياني غير صائبة. بل انهم طالبوه بالغاء تلك القرارات .. وما يتطلبه العمل التنظيمي من اعادة هيكلة من القاعدة حتى القمة والا لايمكن تسميته بمؤتمر عام ثامن .

 ليس ذلك وحسب ولكن هناك ايضا توجهات بعقد مؤتمرين شعبيين في العاصمة صنعاء، مؤتمر شعبي يمثل جناح صالح المنشق، ومؤتمر اخر يمثل الجناح الوطني للمؤتمر الشعبي العام الذي يمثله الرئيس هادي النائب الاول لرئيس المؤتمر الامين العام للمؤتمر الشعبي العام.

حالة التناقض من خلال قيادة صالح للمؤتمر اصبحت واضحة بان الرجل لا يعلم ما يفعل وان جميع القرارات التنظيمية الصادرة عبارة عن قرارات ارتجالية وفوضوية بحتة تعكس حالة من عدم الاستقرار النفسي لدى رئيس المؤتمر وجناحه المنشق..

هذه الحالة فعلا انعكست على قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام الذين اصبحوا يلاحظون مثل هذا التخبط ويطالبون بقيادات جديدة ونقية تعمل للحزب  وليس لصالح اشخاص معينين في الحزب..

فحالة الزنقلة الموسوم بها صالح منذ اكثر من ثلاثون عاما او يزيد، يبدو انها لا زالت تلازمه وان الرجل لم يستطع تجاوزها كون ما يصدر عن المؤتمر الشعبي العام بقيادته عبارة عن قرارات عشوائية ستعمل على الاضرار بالمؤتمر الشعبي العام وسمعته بين اوساط المجتمع اليمني كحزب كبير ورائد على الساحة الوطنية..

فلسان حال المؤتمريون وما يرددونه الان هو ياصالح بطل لك زنقلة..