السبت, 20-ابريل 2024- الساعة 04:07 م - آخر تحديث: 09:47 م (18:47) بتوقيت غرينيتش

محمد سالم بارمادة

مأرب ترفض الجاهلية الأولى

محمد سالم بارمادة

سيبقى اليمن بعمقه العربي

محمد سالم بارمادة

أتعرفون ماذا تعني المواطنة ؟

ياسين سعيد نعمان

وطن النجوم.. وجورج قرداحي
أعلام في الشعر الغنائي اليمني
الأمير أحمد فضل القمندان

الأمير أحمد فضل الملقب بـ «القمندان» وهي رتبة عسكرية بصفته قائدا ومؤسسا للجيش في عهد أخيه عبدالكريم فضل سلطان لحج. ولد الأمير الشاعر المؤرخ الفنان في عام 1303هـ الموافق 1882م.

وتوفي في 1362هـ الموافق 1942م في الواحة اللحجية الغنّاء على ضفاف وادي تبن الخصيب الذي استلهمه الكثير من شعره الغنائي وحوله إلى جنة في النشيد تُغْني عن رؤية جنانه في الواقع لمن لم يزر تلك البساتين والسواقي والأعبار المطرزة بألوان الثمار وبدائع الأزهار، وعلى أغصانها تقف الأطيار المغردة مما يجعلها أهلا لأهم الوصف الذي كرم الله به وادي الجنتين في أرض سبأ (كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور). ومن أشهر بساتين «الواحة» بستان الحسيني الذي كان الأمير يعتني بغراسه وسقيه والتفنن في تزيين وتظليل ممراته وحواشيه بكل جديد في الثمار المجلوبة بذورها وشتلاتها من أماكن مختلفة حول العالم، مما جعله بستان البساتين ومتنزه سكان عدن تأتيه العائلات هاربة من القيظ، فتجد فيه الملاذ للروح والراحة للنظر، وقد كان مسموحا للزوار أن يقطفوا من ثماره مايطيب لهم طالما وهم في ضيافة الأمير وإن كان غائبا. ومن إلهامات البستان:

سرى الهوى في الحسيني شوّق العشاق

سقى ليالي التلاق… وحادي العيس والناق

من فضلك استقيني… ظمآن ياعيني

من خمرة الحانه

لنته تُبا تفهم… جي لا الحسيني ثَم

وشوف بستانه

سقى الحسيني جود… من السّحاب السّود

هاطل من امزانه

جاء في موسوعة «شعر الغناء اليمني في القرن العشرين»: استطاع ذلك الأمير المثقف بما حباه الله من إمكانات إبداعية أن يصهر في شخصيته تاريخ وتراث لحج ثم يصب عصارة إبداعاته شعرا وأدبا وغناء، فجعل من لحج الخضراء مركز إشعاع فني أضاء أرجاء اليمن والجزيرة العربية.

وفي كتاب «الغناء اليمني ومشاهيره» للفنان الكاتب محمد مرشد ناجي، الذي ناقش فيه بعض ماكتب عن «القومندان» ونحى لدى البعض منحى المبالغة ومخالفة المنهج العلمي ومايسميه المرشدي «القانون العام للفن» فالفن أستاذ الفنان وليس العكس.

ويخلص المرشدي إلى أن «الأمير أحمد فضل «القمندان» الفنان الخالد، قدم بدون شك أعمالا غنائية عظيمة، وتمثل هذه الأعمال الخالدة- شعرا ونغما- جانبا هاما من الحضارة الغنائية في اليمن وخلود هذه الأعمال في المقام الأول نابع من أصالتها في التراث الغنائي». أما مانُسب إلى القمندان مما أتى به ومالم يأت به فيعود- حسب المرشدي- «إلى الحماس الزائد من جانب، والحب اللامحدود لشخصية القمندان الاجتماعية، وذلك أنه بإجماع الناس البسطاء والأدباء ممن عاصروه وعرفوه عن كثب كان شعبيا يخالط الفلاحين ويشملهم برعايته ويدفع الظلم عنهم عند المقدرة».

وجاء في الموسوعة اليمنية الصادرة عن مؤسسة العفيف الثقافية وهي غير موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين التي صدرت عن التوجيه المعنوي في القوات المسلحة:«اعتمد القمندان في إنتاجه الفني على أسلوب جديد سعيا منه إلى ابتكار «أغنية لحجية» على أن تركيبه الروحي الذي اختمرت فيه هذه الثنائية: الولاء اللحجي من ناحية، والإحساس بالذات الفنية من ناحية ثانية، دفعه إلى شق طريق جديد في الغناء قدر له أن يكون أحد التيارات الرئيسية للتجديد الغنائي، والملمح الأساسي لهذا التيار هو تمسكه بالموروث الغنائي الشعبي كنقطة ارتكاز للإبداع». ويذكر الفنان جابر علي أحمد نقلا عن كتاب «فضل محمد اللحجي.. حياته وفنه» أن القمندان قد عانى كثيرا إلى أن تمكن من تشكيل فرقة فنية نهضت بمشروعه الإبداعي، والتي قدمت ضمن بواكير أعمالها أغانيه الشهيرة: صادت عيون المها، هيثم عوض قال، ياخاطري ماشانك ليه متعوب، يالله بالفرج دوب، يا بو زيد. كان للأمير الشاعر اهتمامات شتى في إطار الفكر والأدب، وقد كتب «ابن الصحراء» في مقالين له بصحيفة «فتاة الجزيرة» يناير 1943م «أن دراسة ديوان الأمير أحمد فضل تتطلب المعرفة بثقافته من إلمام بشرائع القبائل، إلى تعمق في فلسفات مختلفة إلى خبرة بعواطف الناس وشعور البشر إلى دراسة متصلة للحقل ومايحتويه من شتى الأزهار والنباتات، فليس كل ما في الديوان قلبا عانى في سبيل الحب» الإشارة هنا هي إلى ديوان «المصدر المفيد في غناء لحج الجديد».

لقد عاش القمندان حياة منتجة حافلة بالإبداع ولايزال بيننا نسامره كل يوم ونستمع إليه وسيظل حيا خالدا مجددا متجددا إلى ماشاء الله، ونقتطف هنا من رثاء د. محمد عبده غانم له قوله:

عشت النبيل سليقةً وطبيعةً

إن النبالة أن تعيش نبيلا

لهفي على الألحان بعدك ضُيّعت

وغدا صداها في النفوس هزيلا

ونقول لأستاذنا رحمة الله عليه، ليطمئن في مرقده فالألحان لم تُضيّع وصداها لم يهزل فلحج الخضيرة ولادة ولن تكف عن العطاء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
نص التعليق